بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

جامعة الجزائر.. أعرق جامعات شمال أفريقيا العصرية




جامعة الجزائر – بن يوسف بن خدة، هي أعرق معاهد التعليم العالي في الجزائر، وإحدى أقدم الجامعات العصرية في العالم العربي، إذ أسّست بموجب القانون المؤرخ في 30 ديسمبر عام 1909 مع الإشارة إلى أن تاريخ تأسيس بعض مكوّناتها يعود إلى فترة أسبق، مما يجعل بعض كلياتها من الكليات الجامعية الأقدم في الدول العربية.
قانون 1909 أدّى إلى تأسيس أربع كليّات هي: مدرسة الطب والصيدلة، ومدرسة العلوم، ومدرسة الآداب والعلوم الإنسانية، ومدرسة الحقوق. ويعود تاريخ مدرسة الطب والصيدلة إلى عام 1833 وكان التدريس فيها يجري ضمن مستشفى مصطفى باشا الشهيرة، وبموجب القانون المؤرخ يوم 20 ديسمبر 1879 المُنشئ للمدارس العليا في الجزائر، تحوّلت المدرسة إلى مدرسة عليا للطب والصيدلة، وبموجب قانون 1909 تحوّلت إلى كلية للطب والصيدلة تابعة لجامعة الجزائر. ولقد عرفت الجامعة إبّان الفترة الاستعمارية تطوّرات نوعية وبنيوية متنوّعة لكنها كانت تصبّ في خدمة غايات المستعمر الفرنسي. إلا أن مهمّتها بعد الاستقلال تمثّلت في إعداد الكفاءات والكوادر التي كانت البلاد في حاجة إليها، وعرفت خلال هذه المرحلة أيضا العديد من التحوّلات التنظيمية والبنيوية. وهي تشكلّ اليوم قطبا من أقطاب العلوم والمعرفة في الجزائر.
أما مدرسة الآداب، التي بدأت فيها الدروس الأولى في اللغة العربية والأدب العربي والشريعة، فبدأت الترخيص بتقديمها ابتداء من عام 1832 حين سمح للمترجم العسكري آنذاك بتلقين دروس في العربية لصالح الموظفين والعسكريين. وعلى الرغم من أن مستوى تعليم اللغة كان ابتدائيا، فإنها شكلت النواة الأولى لمدرسة الآداب بالجزائر، والتي تحولت فيما بعد إلى كلية للآداب والعلوم الإنسانية تابعة لجامعة الجزائر عام 1909 بعدما كانت المدرسة من أبرز مدارس الاستشراق. وبفضل نشاطها المكثف، جرى بالتدريج إنشاء مؤسسات تابعة أو غير تابعة لجامعات فرنسية مثل مدرسة الأساتذة لبوزريعة التي برزت إلى الوجود عام 1900، ثم مدرسة التجارة التي أسست عام 1900 أيضا ومعهد الدراسات الزراعية الذي أنشئ عام 1905.
وأما بالنسبة لمدرسة الحقوق فبوشر بها فعليا عام 1857 قبل تأسيسها الفعلي عام 1879. ومن ثم صارت جزءا من الجامعة الوليدة عام 1909 ثم في عام 1957 أصبحت كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بالجزائر. وفيما يخص مدرسة العلوم، فقد أنشئت هذه المدرسة عام 1868 وشرع في نشاطاتها البحثية ابتداء من عام 1880، حين تولت تدريس علوم الجيولوجيا والكيمياء وعلم النبات، ولعبت دورا بارزا في تطوير الزراعة، وألحقت بالجامعة عند تأسيسها عام 1909، وبها عدة معاهد ومختبرات أبرزها:
المعهد البيوتقني والبيومتري (المؤسس عام 1845)، ومعهد النظافة والطب لما وراء البحار (1923) ومعهد الأرصاد الجوية وفيزياء الكواكب (1931)، ومعهد البحوث الصحراوية (1937)، ومعهد التربية البدنية والرياضية (1944)، ومعهد العلوم السياسية (1949) وغيرها.
ولكن منذ الاستقلال عام 1962 وحتى اليوم تطورت الجامعة بوتيرة سريعة، لا سيما بعد إصلاح التعليم العالي عام 1971، فمنذ ذلك العام تطورت الجامعة تنظيميا وهيكليا من خلال عدة مراحل مهمة، من أبرزها بين عامي 1974 و1978 إنشاء جامعة العلوم والتكنولوجيا (25 أبريل 1974) وانفصال كلية العلوم عن جامعة الجزائر (24 سبتمبر 1978)، ومن ثم غلب اختصاص العلوم الاجتماعية والإنسانية على جامعة الجزائر بعد انفصال كلية العلوم عنها وإلحاقها بجامعة العلوم والتكنولوجيا، وعام 1984 جمعت المعاهد القديمة للعلوم الطبية وجراحة الأسنان والصيدلة في المعهد الوطني العالي للعلوم الطبية الذي أصبح مستقلا عن الجامعة. وبين عامي 1984 إلى 1999 جرى تكريس نظام المعاهد حيث أصبحت الجامعة تحتوي على 14 معهدا هي:
- معهد العلوم القانونية والإدارية (الحقوق) - معهد العلوم الاقتصادية - معهد اللغات الأجنبية - معهد اللغة العربية وآدابها - معهد علم الاجتماع - معهد علم النفس وعلوم التربية - معهد الترجمة - معهد التاريخ - معهد الفلسفة - معهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية - معهد علوم الإعلام والاتصال - معهد علم المكتبات والتوثيق ومن ثم بين عامي 1998 إلى 2009 اعتمدت العودة إلى نظام الكليات عام 1998 وصار عددها سبع كليات. اليوم يزيد عدد طلبة الجامعة على 100 ألف طالب وطالبة، وتحتوي مكتبتها قرابة مليون مجلد. وعلى صعيد خريجيها وطلبتها القدامى درس فيها نخبة من الشخصيات الجزائرية، على رأسهم المفكر والأكاديمي الدكتور محمد أركون والدكتور إلياس زرهوني مدير معاهد الصحة الأميركية، ومن الساسة الشيخ محفوظ نحناح ومحمد الصديق بن يحيى، والأدباء واسيني الأعرج وأحلام مستغانمي ورشيد ميموني، والإعلاميتان خديجة بن قنة وفاطمة بن حوحو.

ومن غير الجزائريين الأديب الفرنسي الشهير ألبير كامو والمستشرق الفرنسي جاك بيرك.

الأحد، 27 أبريل 2014




صورة الشهيد البطل ديدوش مراد رفقة جنوده بعد معركة ضارية ضد الاحتلال الفرنسي في دوار الصوادق ...ذات ليلة باردة من جانفي 1955 ...كان أول قائد منطقة يستشهد بساحة الشرف. وكان عمره أقل من 28 سنة

السبت، 26 أبريل 2014

فندق السفير..موقع استراتيجي، وأجواء هادئة


من أقدم الفنادق الجزائرية، شيد عام 1930، كان يحمل اسم "أليتي" ، يحتل مكانا مميزا في قلب العاصمة، فهو يقع مقابل الميناء، وبجوار مقر البرلمان، وهيئات حكومية أخرى، ولا تزيد مدة التنقل من المطار إليه عن الربع ساعة...
يحتوي الفندق على 155 غرفة متنوعة المساحة والخدمات، متوزعة على طوابقه الثلاثة، إلى جانب قاعة للاجتماعات، وأخرى للملتقيات، ومطعم وتوابعه...
يقدم الفندق خدمات متميزة داخل الغرف المطلة على البحر أو الحديقة، من تكييف، وبث تلفزيوني، وخدمة الانترنت، مع الخدمة المستمرة للغرف.
اما الأسعار فهي:
غرفة لزوجين مطلة على الحديقة  94 أورو
غرفة لزوجين مطلة على البحر  101 أورو
غرفة فردية مطلة على الحديقة 69 أورو
غرفة فردية مطلة على البحر 74 أورو
عنوان الفندق:
2 شارع عسلة حسين  الجزائر
هاتف: 0021321735040
فاكس: 0021321736587
ايمايل: safirhot@yahoo.fr

موقع الانترنت: www.safirhotelalger.com

الجمعة، 25 أبريل 2014

المفكر الجزائري "شرفي الرفاعي" على فراش المرض

   




هو من مواليد 1934 ببلدية خنشلة ولاية خنشلة حسب بطاقة التعريف ،وفي 1350هجري المناسبة ل1932 م ببوحمامة ولاية خنشلة حسب شهادات الأقارب ،متزوج وأب لستة أبناء ،درس بقسنطينة في معهد عبد الحميد بن باديس من 1948 إلى 1952 وانتقل إلى جامع الزيتونة بتونس ودرس به سنوات 1954 -1956 ،ودرس بالأزهر في القاهرة سنوات 1956 -1957 ،ودرس بجامعة بغداد سنوات 1958 -1961، وواصل دراسته العليا بكلية الآداب جامعة القاهرة سنتي 1961 -1962.
المؤهلات العلمية:
حائز على الأهلية من تونس سنة1953 ،وعلى الثانوية العامة “الباكلوريا” من الأزهر سنة 1957 كما درس بكلية دار العلوم بالقاهرة سنة 1957 -1958 ،وحائز على ليسانس الآداب من بغداد سنة 1961 ،وحائز على شهادة النجاح للسنة التمهيدية للماجستير في الآداب من كلية الآداب بجامعة القاهرة سنة 1962 ،ودكتورا الطور الثالث من جامعة الجزائر سنة 1979 .
الحياة المهنية:
مدرس بالتعليم الثانوي من 1962 إلى 1972 ،ومدرس بمعهد الآداب واللغة العربية بجامعة قسنطينة من 1972 إلى 1987 ،وأستاذ مشارك في تدريس الحديث النبوي الشريف وفقه السيرة في المعهد الوطني للتعليم العالي في الشريعة بباتنة 1996 ،ومدير لمعهد الحضارة الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية من 1987 إلى 1989 ،ورئيس المجلس العلمي لمعهد الآداب واللغة العربية 1989 -1990 .
الإنتاج العلمي:
له ما يقارب 22 مؤلفا من أشهرها التعريف بالقرآن الكريم، وجراح التاريخ وعاهاته،والسيرة النبوية الشريفة دلالات وعبر، ومفهوم جماعة المسلمين عند الإمام أبي يعلى ومقتضياته،….ويدرس حاليا دروسا بمسجد أبي أيوب الأنصاري بقسنطينة

المدارس القرآنية التي حفظت للشعب الجزائري هويته أيام الاستعمار الفرنسي


الأربعاء، 16 أبريل 2014

خليج شنوة، البريق الناصع للؤلؤة تيبازة








                إسماعيل قاسمي      http://www.tahwas.net/

تيبازة اخضرار للطبيعة على امتداد جبل شنوة تتجلى فيها فسيفساء التاريخ على امتداد الحظيرة الأثرية، ونفحات الثقافة الأمازيغية والعربية تصطدم بها نسائم البحر الأبيض المتوسط، لتشكل تيبازة لؤلؤة جزائرية على ساحل المتوسط وتشكل شواطئ خليج شنوة على منحدر الجبل رمز منطقة “تيباسا” أجمل الشواطئ الرملية والصخرية في آن واحد وأروع الصور السرمدية التي لا تنسى.

قارن أسعار الفنادق في الجزائر قبل الحجز
شنوة في حقيقة الأمر، ليست كما هو معروف عند غالبية الناس بشاطئ شنوة فقط، لأنه جزء صغير من خليج ممتد على أكثر من 02 كلم، قسم إلى أربع شواطئ للتنظيم فقط، وهي شنوة الشاطئ أو شنوة بلاج 1000 متر ، وشنوة تورينغ 800 متر، الشاطئ العسكري التابع لمركز الراحة العسكرية بـ 300 متر، إضافة إلى وحدة مطاريس 200 متر وهي تابعة للمركب السياحي تيبازة مطاريس التابع لمؤسسة التسيير السياحي لتيبازة EGT Tipaza .
خليج شنوة جذب إليه الزوار من ربوع الوطن والسياح المغتربين والأجانب بجمال موقعه وصفاء مياهه ونقاء شواطئه وصور كورنيشه، فأصبح الخليج من أبرز مراكز الجذب السياحي بولاية تيبازة وكل الجزائر، من خلال ما يتمتع به من شواطئ مطاريس، العسكري، تورينغ، شنوة وكورنيشها، ومركبات سياحية كمطاريس والأزرق الكبير، وقد استضافت المنطقة الأكثر جذبا للسياح والمصطافين حوالي 5 إلى 6 ملايين مصطاف العام الماضي.

وقفة أمام الكورنيش.. ذهول بين الشرق والغرب والأسفل والأعلى
يمتد الخليج من الروضة الأثرية شرقا إلى أطراف شاطئ شنوة غربا، ليشكل شاطئ شنوة وكورنيشها أسفل الجبل الشامخ مسك ختامه ومعانقته لزرقة البحر، وتتشكل الصورة الساحرة في صورة جامعة لكورنيش جذاب رابط بين الجهة الشرقية للجبل تطل على مدينة تيبازة ومركباتها السياحية ومدن أخرى على مد النظر كعين تاقورايت وبوهارون وبوسماعيل، وإطلالة أخرى في الجهة الغربية من الكورنيش على شواطئ البلج والشاطئ الأزرق، وواضعا الجالس به موقف الحائر بالنظر إلى الأسفل حيث الزرقة والصفاء في شاطئ شنوة أو الأعلى حيث الشموخ والبهاء في الجبل شنوة.
أول شيء ينبغي على القارئ معرفته هو أن موقع الشاطئ سهل جدا والوصول إليه أسهل، ويمكنك بلوغ الشاطئ الموجود غرب مدينة تيبازة بمسافة قصيرة لا تتعدى 2 كلم باختيار الطريق البحري الرابط بين تيبازة وشرشال، حيث يوجد طريقان يربطان المدينتان، أحدهما شمال جبل شنوة وهو الطريق البحري وآخر جنوب الجبل يمر عبر سيدي راشد والناظور.

المركب السياحي الأزرق الكبير
 وقد أصبح مركب “الأزرق الكبير” الكائن بشاطئ شنوة يستقطب أعدادا متزايدة من المصطافين في السنوات الأخيرة، بمن فيهم المقيمين بالمهجر والأجانب، الذين بلغت نسبتهم 10 بالمائة من مجموع المصطافين. ويضم المركب التابع لأحد الخواص بداية من مدخله إلى غاية إدراك الشاطئ الجميل، 120 بنقالو ذو غرفة واحدة ومطبخ وحمام، مجهزة بجهاز تلفزيون ومكيف هوائي وثلاجة، تتسع لخمسة أشخاص، و 33 شاليها من غرفتين تتسعان لثمانية أشخاص، إضافة إلى 40 خيمة و96 مرقدا مخصصة للمخيمات الصيفية و4 أجنحة.
وكان شاطئ الأزرق الكبير قد استفاد خلال السنوات الأخيرة من أشغال تهيئة وتوسعة تم خلالها استبدال الخيم بـ”شاليهات” صلبة، وتوفير مرافق أخرى كالمطعم ومسرح الهواء الطلق والمركز التجاري والفضاء المخصص للإبحار في عالم الانترنت وحظيرة السيارات وكشك التبغ والجرائد، إضافة إلى محل لخدمات الهاتف.

برغم بساطة المدخل، إلا أن خدماته هي سبب شهرته
مما لا شك فيه أن شهرة شاطئ الأزرق الكبير زادت واتسعت فضلا عن جماله بسبب ما عرف عنه من قفزة نوعية في الخدمات المتوفرة و الهدوء المريح الذي يلمسه كل من قصده بمجرد أن تطأ قدماه الشاطئ، إضافة إلى النظافة التي تلاحظها بمجرد أن تطأ قدماك رمال الأزرق الكبير، وهو ما أكده معظم المصطافين الذين كان حظهم كبيرا في الحصول على مكان لهم في هذا الشاطئ  لقضاء العطلة قبل بداية الموسم، خاصة وأن كل الغرف يتم تأجيرها في فترة قياسية قبل انطلاق موسم الاصطياف.

كما أن تمتع الأزرق الكبير بطيب سمعته لم يكن لولا توفير ثلاث عناصر أساسية في أي مرفق سياحي، وهي الاهتمام بالأمن والنظافة والجانب الترفيهي، حيث أن إدارة المركب توفر عدة فرق لتنظيف مختلف الفضاءات والشاطئ، كما توفر الماء 24/24 ساعة، أما بالنسبة للكهرباء فقد اقتنت إدارة المركب مؤخرا مولدا كهربائيا يضمن توفر التيار في كل الأوقات. وعن الجانب الترفيهي الذي يعد الأهم خلال فترة الاصطياف، فالسهرات الفنية تنظم كل يوم موجهة خصيصا للنساء والأطفال، في حين يتمتع هواة الرياضة بفرصة للعب الكرة الحديدية ولعبة الأوراق المعروفة بـ”لابولوت.

الاثنين، 14 أبريل 2014

أورلال.. تاريخ الزاب الجزائري





كانت أورلال في القديم تسمى(وعلان) كما جاء في النسخة التونسية (وغلان) في سنة 460 هجرية وهي بلدة من بلاد الزاب القبلي أو الصحراوي فهي من القرى تضم قبائل صنهاجة ،ملوك القلعة من بني رمان وآثارها باقية إلى يومنا هذا في المكان المسمى بالأسوار.
وتعرضت هذه المنطقة إلى الاحتلال من طرف الرومان وأقاموا فيها مدينة جنوب وادي الجدي سميت آنذاك بجميلة الصغرى(القصبات) وتشهد بعض البقايا الأثرية على الأثر الحضاري الروماني رغم التخريب والسرقة في عهد الاستعمار الفرنسي وكذلك ساقية (بنت الخس) حزام حدود الدولة الرومانية عرفت هذه المنطقة الإسلام في ق 7 ميلادي الموافق للقرن الأول للهجرة 63 ه على يد الصحابي الجليل “عقبة بن نافع” رضي الله عنه بعد بسكرة وتمكن المسلمون بعد ذلك من طرد الحاميات الرومانية وعادت الأرض إلى أصحابها ،وبعدها تمكنت عائلة بني رمان من التحكم في زمام الأمور ببسكرة وما جاورها من قرى وتعود هذه العائلة إلى قبائل “صنهاجة.
وفي سنة 443 هجرية هاجرت قبائل عربية ومنها بنو رمان وبنو هلال إلى إفريقيا حيث أن زحفهم هذا شبه انتشار الجراد واستقرت بعض القبائل في مناطق الزاب وبسكرة وتخلو عن التنقل والترحال لما وجدوه من خيرات وسهولة العيش في هذه المناطق ومن الأسر التي تسلطت على الجميع أسرة بني مزني التي سلم إليها الحفصيون “ملوك تونس مقاليد الحكم وكانت هذه الأخيرة منبعا للظلم والتسلط مما أدى إلى ظهور أشخاص مناهضين إلى هذا التعنس من بينهم العلامة “سيدي سعادة ” ذلك الشيخ التقي الورع الذي حارب الظلم والفساد فشن عدة معارك ضد حاكم بسكرة “منصور بن فاضل بن مزني ” وفي 705 ه استشهد”سيدي سعادة” في هذه المعركة التي وقعت في منطقة أورلال وامليلي وحمل رأسه إلى “ابن مزني ” وبقيت هذه الآثار لحد الآن بين أورلال وزاوية ابن واعر التابعة لبلدية امليلي.
 وتوالت الأحداث على هذه المنطقة إلى حد أن رحل الأتراك بالجزائر في القرن العاشر الهجري الموافق للقرن السادس عشر ميلادي حيث نصبوا حكاما موالين لهم أما في منطقة أورلال تم تنصيب “حسن آغا” سنة 1541 م وبعده”صالح رايس” الذي منحه الأتراك لقب شيخ العرب وفي 04 مارس 1844 م تمكنت القوات الفرنسية بقيادة ابن الملك الفرنسي “الدوق دومال” من دخول بسكرة بعد معارك طاحنة ومن أكثر المناطق التي أثارت اهتمام الفرنسيين منطقة الزيبان وخاصة الزاب القبلي الذي يزخر بمياهه العذبة التي يوفرها كل من “وادي امليلي” و”وادي كلبي” التي أدت إلى اخضرار المنطقة وامتيازها بالخضروات والفواكه ومن أشهرها النخيل والزيتون كما قال عنها المؤلفان الفرنسيان”ماركيو دامريك” و”جورج هرتر”:(امخادمة،أورلال،بيقو،امليلي حولتنا إلى واقع مخضر بينما”كاسترون جومو”لو يعيد تخطيط إمبراطورية روما).
 لمحــة عن الموقع الجغرافي
        
                                  
الحدود الجغرافية: أورلال بلدية من بلديات ولاية بسكرة متواجدة في الجنوب الغربي لولاية بسكرة ضمن مجموعة الواحات المكونة للزاب الغربي يحدها : ـ شـمـــــالا : بوشقــــــــــــرون . ـ جنوبــا : بلدية اسطيل ولاية الوادي . ـ شرقــــــا : بلديـــة امليـــــلي . ـ غربــــا : بلديــــة امــــخادمــــــة . وتم تقدير عدد السكان فــــي : 31/12/1998 بــ : 5834 نسـمـــــــــة .
الآثار الرومانية بأورلال منطقة أورلال غنية بشواهدها وآثارها التاريخية التي تدل على أنها منطقة من المناطق ذات الموقع الإستراتيجي الذي جعل الرومانيين يستقرون بها ويشيدون بها مدينة من أكبر المدن في ذلك الوقت التي سميت (جميلة الصغرى ) أو( جميلة 02 ) و تقع هذه الآثار جنوب وادي جدي و هي عبارة عن معسكر رماني ، أقامها الرومان لحماية حدودهم الجنوبية ، و هي عبارة عن القاعدة الخليفة لهذه الدولة ، و مازلت أثارها قائمة الى حد اليوم و ذلك رغم العوامل الطبيعية و البشرية عليها ، حيث أقام عليها المستعمر الفرنسي حفريات خلال سنوات 1947 الى غاية 1949.
                                     
 وفي ما يلي شهادة حية لأحد المواطنين يبين فيها سرقة القطع الأثرية التي كانت تزخر بها أورلال . هذا المواطن هو السيد : محمد بن عمر بن مسعود بن حميدة بن صيفي المدعو (حمى قرابة) المولود خلال 1918 من عائلة لكحل أولاد لكحل الزابية القدامى يتحدث عن نفسه قائلا “كنت أدرس في أحد المدارس الفرنسية بين سنة 1928 – 1932 على يد مجموعة من المعلمين منهم : – خنفر – علام أحمد – علي بوذهب القلي- سيزون “فرنسي” و لما أصبحت أتقن اللغة الفرنسية استدعاني العقيد ” جون بارداز ” – طيار فرنسي – فإختارني كرئيس للعمال وأمرنا بالبحث في منطقة جميلة الكائنة جنوب وادي جدي والقيام بالحفريات على أي قطعة أثرية رومانية وذلك في سنة 1947 إلى غاية 1949 كان عدد العمال في ذلك الوقت مايقارب 30 عاملا منهم : عيسى كحيل – بورحلة صغير وأخيه عبد الله- أحمد رايس وأخويه محمد وعبد القادر- لخضر دلاح – زياد رايس- العقون فرحات – عامر لخذاري – بلقاسم حماني بن الطاهر – التركي جحيش . كنا نجمع التماثيل والرخاميات والحجارة المنقوشة ونضعها في صناديق وتحمل إلى فرنسا .
هذه شهادة حية لأحد سكان أورلال يبين فيها مدى التخريب الذي لحق هذه المنطقة كغيرها من مناطق الوطن على يد المستعمر الفرنسي وأعوانه محاولين بذلك طمس الحضارة الوطنية .
من أعلام أورلال العلامة الشيخ السعدوني: هو السعدوني بن المداني بن خليفة السوداني وابن صحرة بنت يحي من السحاري (بيطام ) ولد على وجه التقريب سنة 1874 باورلال من أسرة متوسطة الحال متزوج وأب لخمس أبناء دخل مدرسة الكتاتيب في جامع سيدي مرزوق وكان عمره خمس سنوات تتلمذ على يد الشيخ أحمد بن سليمان بن علي بن الهادف بلهادف فحفظ القرآن في سن الحادي عشر على يد شيخه أحمد بن سليمان ثم رحل في طلب العلم إلى سيدي عقبة “بسكرة” ثم قسنطينة (المدرسة الكتانية ) وبعدها انتقل إلى تونس جامع الزيتونة ثم الأزهر الشريف بمصر ورجع إلى وطنه مسقط الرأس في سنة 1918 .بدا عمله كمرشد في المسجد العتيق الكائن بالبلد ما تبقى منه الآثار .يوضح للناس أمور العقيدة والتفسير والفقه الصحيح عن المذهب المالكي . فهو فقيه وفلكي ومتصوف من أصدقائه الإمام ” بيوض “. زاره الإمام الشيخ ابن باديس مرتين الأولى سنة 1927 والثانية في 1929 وكان يلح عليه فيها بالانضمام إلى جمعية العلماء المسلمين. بعد الزيارتين للشيخ عبد الحميد بن باديس أصبح هناك إقبال على حلقات الشيخ السعدوني وأصبح المسجد لا يسع لطالبي العلم وفي سنة 1927م فكر السيخ السعدوني ببناء مسجد آخر فطل من المدعوا”الحاج محمد بن إبراهيم قسميه “(ابن القاضي)بإيهابه قطعة أرض لبناء مسجد حيث شرع الشيخ في وضع الحجر الأساسي للمشروع في نفس السنة وتم بناؤه في سنة 1930 م وتم تجديده وتوسيعه سنة 1937 م وفي سنة 1931 م استدعي الشيخ إلى مؤتمر العلماء في الجزائر العاصمة فألقى محاضرة قيمة فنالت إقبال وصداق كبير من طرف الحاضرين وبعد رجوعه أصابه مرض ألزمه الفراش وفي أوائل فصل الصيف جوان 1931 م وافته المنية ودفن في مقبرة بن ضحوى في زاوية بن واعر بلدية امليلي وواصل تلاميذه ومحبي الشيخ السعدوني توسيع هذا المسجد وبناء منارة سنة 1937 م فحمل هذا المسجد اسم الشيخ السعدوني تكريما له ولعلمه.
العلامة سيدي سعادة: هو سعادة بن مسلم إحدى شعوب رياح كانت أمه تدعى “خضيبة” وكانت في أعلى مقامات العبادة والورع ،نشأ في الزهد وارتحل إلى المغرب وأخذ العلم على “أبا إسحاق التسولي” وتفقه عليه ورجع إلى وطنه رياح بفقه صحيح وورع وافر ونزل طولقة وأخذ بنفسه في تغيير المنكر على أقربائه وعشيرته وأصحابه فاشتهر بذلك ،وكثر أتباعه من قومه وأصحابه وبايعوه على إقامة السنة كما سمي أصحابه بالمرابطين(ألسنية) ،فشن الحرب عن قطاع الطريق من شرار البوادي ثم تخط بذلك إلى عامل الزاب يومئذ “منصور بن فاضل بن مزني” بإعفاء الرعايا من المكوس والظلومات. وكانت بسكرة تابعة إلى صاحب بجاية “بني حفص” وهو “الأمير خالد بن الأمير أبي زكريا” فطلب المزني من الأمير خالد المدد فأمده بالجيش وذهب إلى طولقة بالقبض على سعادة فخرج منها فبنى زاوية بأنحائها. وزحف سعادة وأصحابه إلى بسكرة وحاصروا “ابن المزني” سنة 703 ه ثم عاودوا حصارها سن 704 ه ثم غزا امليلي وحاصرها أياما أهل هذه المنطقة بعثوا بالصريخ إلى ابن المزني ،فحاصروهم ليلا عساكر ابن المزني ،وقتل سعادة في هذه المعركة التي قامت بين أورلال وامليلي سنة 705ه وحمل رأسه إلى “ابن المزني” وبقية هذه الآثار قائمة لحد الآن بين أورلال وزاوية بن واعر التابعة لبلدية امليلي.

 مشاركة وصور : زوبيري أدريس / جمعية الوفاق الثقافية

الأحد، 13 أبريل 2014

انتخاب العالم الجزائري الدكتور "عبد الرزاق قسّوم" عضواً بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف.


انعقد مجمع البحوث الإسلامية في جلسة طارئة صباح يوم الخميس 2014/04/10 لإجراء عملية الاقتراع السري على عدد من العلماء المصريين وعلماء العالم الإسلامي من غير المصريين المرشَّحين لعضوية مجمع البحوث الإسلامية حيث أسفر الانتخاب عن فوز ثمانية أعضاء من داخل جمهورية مصر العربية و5 أعضاء من العلماء المتخصصين في العلوم الشرعية من خارج جمهورية مصر العربية وانتخب من غير المصريين الدكتورعبد الرزاق قسوم من الجزائر

السبت، 12 أبريل 2014

حمام قرقور.. نقاهة وعلاج



على بعد 50كلم غرب ولاية سطيف وعلى ارتفاع 680كلم على مستوى سطح البحر تتربع مدينة قرقور على مساحة 76 كلم مربع ويسكنها قرابة 15الف نسمة
تتميز المدينة بطابع معماري روماني يمتد تاريخه الى سنة 193 قبل الميلاد وحملت المدينة اسم "ادسافا مونسيبيوم" والتي تعني بالرومانية "وادي السلام" الذي يشكل محور الروابي المترامية على محيط هذه المدينة وقد أحيطت هذه المنطقة بالنصوص الشعرية والروايات مما أضفى على الصبغة الفلكلورية وجعلها تغوص في عالم الأساطير
وبالنظر لهذه المزايا الفريدة التي تميز المنطقة وتجعل منها موقعا سياحيا فاتنا تهافت السياح والباحثون عن المتعة والاستجمام على حمام مدينة "قرقور" حيث تجاوز عدد زوارها المليون سنويا والعدد مرشح للارتفاع ليعثر كل من يزور حمام "قرقور" على ضالته من أماكن الترفيه
علماء ومؤرخون في ضيافة قرقور
نظرا لم ذكرناه من خصائص حمام "قرقور" والميزات الهامة والقيمة فإن هذا الأخير بمثابة مزار من طرف الكثير من الشخصيات والعلماء الذين سعوا للتداوي بمياهه والتبرك بالإقامة فيه ونجد من بينهم الشيخ محمد الغزالي الذي دخله فاقدا للحركة وغادره وهو يمشي على قدميه كما يوجد برنامج للاستشفاء للدكتور هازوك الذي وضعه سنة 1954 يشرح فيه كيفية العلاج بهذه المياه الحموية المعدنية

يعرف المركب السياحي حمام قرقور اقبالا كبيرا من المواطنين مما جعله يعرف اكتظاظا كبيرا خاصة في العطل كما يحتوي المركب الذي فتح أبوابه سنة 1987 على فندقين ب96 غرفة و 38 مسكنا عائليا من غرفة إلى 03 غرف وأربع فيلات ومطعمين إضافة إلى مسبح

الخميس، 10 أبريل 2014

باتنة... عراقة التاريخ، وروعة الطبيعة



هي خامس الولايات الجزائرية ترتيبا، وقد تأسست مدينة باتنة عن طريق المرسوم المؤرخ في 12 سبتمبر 1848 الصادر عن نابليون، وذلك بعد أن قررت اللجنة الاستشارية الكائن مقرها بقسنطينة جعل باتنة مدينة مستقبلية نظرا لموقعها الاستراتيجي على محاور بسكرة، تبسة، سطيف وقسنطينة.
تتموقع ولاية باتنة في قلب الأوراس، وتتميز بتضاريسها الوعرة وبحلة ثلوجها شتاءا، والمناظر الخلابة ربيعا وصيفا. يمتاز شعبها بالكرم والجود. ويقطنها "الشاوية" وهم ذوو أصول أمازيغية.أما مدينة باتنة، عاصمة الأوراس ومقر الولاية، تقع على بعد 425 كم جنوب شرق الجزائر العاصمة وترتفع عن سطح البحر بـ1200 م.
تؤكد بعض المصادر أن منطقة باتنة كانت من المناطق المأهولة منذ أقدم العصور فهي كانت ضمن أهم مناطق المملكة النوميدية التي كانت عاصمتها سيرتا. وهناك الكثير من الآثار النوميدية التي تقع بالقرب منها كضريح ايمدغاسن مما يدل على أن إنسان المنطقة عرف تطورا حضاريا كبيرا وبعد أن استولى الرومان على نوميديا في القرن الأول الميلادي قام هؤلاء بإنشاء ولأغراض عسكرية وإستراتيجية عدة طرق ومسالك حربية كانت تربط بين سلسلة الحصون الدفاعية التي شيدوها للاحتماء بها حين يهاجمون من قبل الثوار من أبناء نوميديا، والمعروف أن هذه المسالك أو الطرق كانت في القرن الميلادي الأول تمر شمال جبال النمامشة وجبال الأوراس وجبال ونوغة.

ثم بعد ذلك أي في القرن الثاني الميلادي خصوصا في عهد الإمبراطورين الرومانيين تراجان وهادريان تقدمت خطوط الليمس الرومانية شيئا فشيئا وهذا ما أدى إلى ضرورة صيانة هذه المسالك وقد قام الأباطرة الرومان من بعدهم بتجديدها وتحسينها على مدى فترة ثلاثة قرون وكانت الفرق الرومانية تستعملها عند الحاجة لحماية حدود المستعمرة من هجمات قبائل الجيتول المتواجدة بالجنوب أو السكان الجبليين الذين ضلوا يهاجمون الحصون الرومانية فقد تعرضت مدينة تيمقاد للحرق والتخريب عدة مرات.ومن أهم هذه المسالك نذكر طريقا رئيسيا كان ينطلق من إقليم الجريد بالجنوب التونسي ويمر ببسكرة لينقسم بعد ذلك إلى فرعين احدهما يمر بالقنطرة وباتنة لينتهي في معسكر لمبازيس— تازولت —. حيث كانت ترابط الفرقة الرومانية الثالثة الشهيرة.

أما الطريق الثاني فكان يشق الحضنة لينتهي في – عوزية—سور الغزلان و شلالة العذاورة ، بعد أن يمر بطبنة ومقرة وقد ضلت هذه المسالك مستعملة لمدة طويلة حثي بعد الفترة الرومانية حيث داومت القوافل التجارية والعسكرية على عبورها.

فباتنة كانت في تلك الفترة منطقة واقعة ضمن المناطق المحروسة من طرف الفرقة الرومانية الثالثة المقيمة بحصن لمبازيس وقد انتشرت من حول لمبازيس عدة ضيعات كان يمتلكها جنود رومانيون جلهم تم تسريحهم من الخدمة وربما تحت تراب باتنة اليوم تقبع أثار لو اكتشفت فستساعدنا على معرفة المزيد عن تاريخ المكان الذي بنيت به. وكانت إقامة العسكريين القدامى والذين تم تسريحهم من الخدمة مألوفة في بدايات الاحتلال الروماني فقد ادخل أغسطس مثل هذه المستوطنات في مملكة يوبا الثاني الحليفة أما كلود فقد أقام لجنوده في ابيدوم نوفوم. ونيرفا في سطيف أما تراجان فقد أقام جنوده في تيمقاد..لكن وعلى ما يبدو كانت هناك ناحية مفضلة في هذا الشأن بصفة خاصة ففي عهد الانطونيين ََANTONINS.

وفي السهول التي تحيط بحصن لامبازيس من الشمال والشمال الغربي أقام عدد كبير من الجنود المسرحين في ديانا - زانة حاليا - ولاماسبا - مروانة وفي لامبيريدي وكذلك كازا CASAE المعذر حاليا وهناك آثار كثيرة لا تزال قائمة إلى يومنا هذا كدليل على تلك المكانة الخاصة التي كانت تحضي بها المنطقة حينها ومدي أهمية موقعها.
                                         

أما في الفترات اللاحقة فقد ضلت باتنة من أهم النقاط التي تمر بها القوافل التجارية القادمة من قسنطينة والمتجهة نحو أعماق إفريقيا وقد ذكر الأستاذ العربي الزبيري في كتابه(التجارة الخارجية للشرق الجزائري في الفترة ما بين 1830-1792) ما يلي (....فإن طريق قسنطينة يمر بعين مليلة وباتنة وبسكرة قبل أن يصل إلى محطة الفيض حيث تنقسم القافلة فيذهب الجزء الأول إلى غدامس ويسلك نفس طريقها إلى كانو. ويتجه الثاني إلى ورقلة عبر تماسين ثم ياخذ مسلكها إلى تمبكتوا أو كانو....)

وبعد أن تمكن الأتراك من بسط نفوذهم على الشرق الجزائري حاولوا أن يخضعوا منطقة الأوراس لسلطتهم إلا أنهم فشلوا وبقيت المنطقة محافظة على استقلالها الداخلي ورغم أن البايات الأتراك قاموا بشن عدة هجمات إلا أنهم لم يفلحوا في فرض سلطتهم على سكان الأوراس بالقوة لذلك نجدهم قد غيروا استراتيجيهم وقاموا بانتهاج سياسة المهادنة وعقد تحالفات مع بعض القبائل والعشائر الاوراسية ومنحوها امتيازات كبيرة وبذلك تمكنت سلطة البايلك من تحويل هذه القبائل إلى ما يعرف بقبائل المخزن ومع مرور الوقت أصبحت قبائل المخزن هذه قوة حربية هامة ساهمت في تطبيق سياسة بايات قسنطينة ومن أهم القبائل المخزنية التي اشتهرت بالمنطقة قبيلة الزمول التي اقتطعت الأراضي الصالحة للزراعة والرعي وتولت حراسة الممرات الجبلية بداية من عين مليلة إلى غاية القنطرة مرورا بباتنة وكذلك كتلة بلزمة برمتها والزمول عبارة عن خليط من العشائر وبعض الزنوج استقدموا إلى المنطقة من طرف الأتراك وكلمة الزمول مأخوذة من لفظ الزمالة والذي هو في أصله كلمة أو لفظ أمازيغي يعني معسكر أو جيش - تازمالت-ومنها زمالة الأمير عبد القادر وهذا التفسير وارد في القاموس العربي الأمازيغي للأستاذ محمد شفيق.

والى جانب هذه القبائل المخزنية أقام الأتراك عدة حاميات عسكرية بالمدن الرئيسية آنذاك مثل تبسة وبسكرة وكانت حامية بسكرة تتولي مراقبة الجهات الجبلية مثل مشونش منعة والخنقة والقنطرة. أما حامية تبسة فكانت تقوم بمراقبة تحركات النمامشة إلى جانب ما كانت تقوم به الحامية الرئيسية والمتمركزة بقسنطينة من خرجات منتظمة كانت تعرف عند الأهالي بمحلة الخريف والربيع. كما أن الأتراك لجئوا إلى استمالة مشيخات الأوراس التي كانت شبه مؤسسات حاكمة لها نفوذها وتأثيرها على الأهإلى بالجهة ومن ابرز تلك المشيخات نذكر مشيخة أولاد بن بوعزيز-.مشيخة أولاد بن بوضياف.وكذلك مشيخة أولاد عبدي وغيرها.

ضف إلى ذلك تلك الأحلاف القبلية التي كانت قائمة حينها كحلف قبيلتي الحراكتة وأولاد عبد النور وحي كشيدة وقد تولي قيادة مثل هذه الأحلاف بعض القادة من رجال البايلك مثلما هو الشأن بالنسبة لصالح باي الذي كان قد عين قائدا لحلف الحراكتة قبل أن يصبح بايا على قسنطينة. ولم يهمل الأتراك الزوايا المحلية نظرا لدورها الهام ومكانتها عند الأهإلى فشيوخ هذه الزوايا كانوا يقومون بعدة خدمات اجتماعية وثقافية كإقرار أحكام الشريعة وفض النزاعات والتوسط بين الأعراش المتخاصمة إلى جانب تعليم القرآن وهذا ما جعل حكام البايلك يمنحون امتيازات لشيوخ هذه الزوايا ويرسلون إليهم هدايا ومن الزوايا الشهيرة آنذاك نذكر زاوية بن عباس بمنعة وزاوية أولاد سيدي يحي بواد بني فضالة آخر شيوخها أثناء الحقبة العثمانية هو سيدي أحمد الزروق وزاوية سيدي أحمد بن بوزيد المعروفة بمولي القرقور بالقرب من سريانة آخر شيوخها قبل الاحتلال هو سيدي محمد بن سي بلقا سم كذلك زاوية بلقاضي التي يعود تأسيسها إلى أحد أبناء بلقاضي الشهير وتقع هذه الزاوية بناحية جرمة عرفت فيما بعد بزاوية بلحاج أخر شيوخها سي محمد بلقاضي ابن سيدي بلقا سم بلقاضي.

إلى جانب الزوايا كان هناك شبه نظام إداري أساسه ما يسمي بشيخ الخلعة حيث كان الشيخ يتسلم منصبه كقايد من طرف سلطة البايلك وفي مقابل هذه التولية يقد م مبلغا ماليا للبايلك وقد قدر في أواخر العهد العثماني بثلاثة آلاف بوجو ريال فضة وكان شيخ الخلعة يمارس صلاحياته بمساعدة قوة مسلحة تتكون في مجملها من فرسان مسلحين ببنادق وسيوف ويعرفون باسم المزارقية وتكمن مهمتهم أساسا في استخلاص الضرائب وفرض الغرامات إلى جانب مهمتهم الرئيسية والمتمثلة في تنفيذ أوامر البايلك.

وتعتبر باتنة مهد "الثورة الجزائرية" ومن أشهر ثوارها العقيد مصطفى بن بولعيد، الحاج لخضر أعبيدي، علي النمر...

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

500 مليون دولار تحول كنيسة “أوغستين” بالجزائر إلى تحفة لجذب 25 ألف سائح سنويا




تحوّلت كنيسة القدّيس أوغستين، الواقعة أعلى هضبة بوخضرة، والمطلّة على السّاحل، بمدينة عنّابة، شرقي الجزائر، إلى تحفة فنيّة بامتياز، بعد عمليات الترّميم والصّيانة التّي خضعت لها، طيلة 32 شهرا ، شارك فيها مهندسون وخبراء من إيطاليا والجزائر، وفنيّون معماريون مختصّون في البناء العرّيق الذي يمزج بين الأسلوب العربي المغاربي والبيزنطي الروماني.
 وعمدت السّلطات الجزائرية بالتنسّيق مع الجمعية الأبرشية للجزائر وأسقف مدينتي قسنطينة وعنابة، الأب بولس ديفارج، إلى برمجة أشغال صيانة كبرى للكنيسة، بفعل تعرّضها للتدهور الناتج عن عوامل الزمن، وتمت في الفترة بين نوفمبر 2010، وجوان 2013 بتكلفة قدرها 500 مليون دولار، حسب السلطات ساهمت في ميزانيتها عدّة هيئات وطنية ومؤسسّات عمومية وخاصّة، فضلا عن سفارات أجنبية بالجزائر ومساهمة شخصيّة لبابا الفاتيكان فرانسيس.
وعمدت السلطات الجزائرية، إلى إعادة الاعتبار لهذه الكنيسة الضّاربة في أعماق التاريخ، لكونها ذاكرة مدينة “هيبون” عنابة حاليا، وذاكرة للقدّيس أوغستين الذي كان أسقفا لمدينة هيبون من عام 395 إلى 430 ميلادية، والمولود عام 345 م، بمنطقة تاغست “سوق أهراس حاليا” فضلا عن اعتبارها واحدة من أهمّ المعالم الثقافية والحضارية وواحدة من رموز التعايش الديني بين الإسلام والمسيحية، كما تعتبر قلعة سياحية تستقطب سنويا ما لايقلّ عن 18 ألف سائح من مختلف أصقاع العالم، وتعدّ منارة علمية وصرحا دينيا يحجّ إليه الآلاف من الطلبة من مختلف الجامعات من داخل الوطن وخارجه حسب السلطات المحلية بعنابة.
وتستعدّ كنيسة القدّيس أوغستين لاستقبال عدد كبير من السائحين بداية من ربيع العام الجاري 2014، ويقول راهب بالكنيسة رفض ذكر اسمه: “بعد مشروع الترميم والصيانة الضخم والتاريخي الذي خضعت له الكنيسة الكاثوليكية أوغستين بعنابة، نحن نستعد لاستقبال نحو 25 ألف سائح خلال العام الحالي.
وأضاف: “نحن نتعايش هنا بسلام مع إخواننا المسلمين، نتقاسم معهم الأفراح والأحزان اليومية، كما نتقاسم الخبز والملح، في كنف المحبة والأخوة والصداقة، فمنذ قرون طويلة ترقد روح القديس والأب الأول للكاثوليك في الجزائر أوغستين هنا بشرق الجزائر وكنيسته التي بنيت للحفاظ على ثراثه وإشعاعه الثقافي والحضاري عام 1900، تضم رفاته بداخلها.
وأشار إلى أنه “على الرغم من أن الجزائر دولة مسلمة وترفع شعار الإسلام دينا لها، إلا أننّا نعيش معهم في مودة في إطار احترام متبادل بين الديانة المسيحية والإسلام على الرغم من الانتكاسة التي عرفتها الكنيسة خلال سنوات التسعينيات وفترة الإرهاب بالجزائر وكذا خلال المرحلة التي تلت استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي.
ووصف المتحدث كنيسة القديس أوغستين بـ”الإرث الثقافي والديني الكبير لأتباع المسيحية الكاثوليكية عبر العالم  فضلا على أنّها كنز سياحي ومعلم حضاري عريق يدّل على أصالة الجزائر.
وبنفس المكان، تحدثت إحدى العاملات المسيحيات بدار الشيخوخة –تابعة للكنيسة- التي تضم كبار السن من سكان مدينة عنابة والمدن المجاورة لها قائلة: “نحن نقوم ببعض الخدمات لإخواننا الجزائريين، نعتني بكبار السّن من الشيوخ والعجائز وهذا أقلّ ما يمكن تقديمه لإخواننا المسلمين.
 أمّا الأشخاص والعائلات من السّواح القادمين من داخل الجزائر ومن خارجها الذين وجدناهم بعين المكان، فيعتبرون كنيسة القدّيس أوغستين بعنابة، معلما لا بدّ من زيارته عند زيارة هذه المدينة، لأنه من غير المعقول زيارة عنابة من دون الوقوف والاطلاّع على هذا المعلم الحضاري العريق.
 ويعود تاريخ بناء الكنيسة الكاثوليكية “أوغستين بعنابة” لعام 1880 واستمر إنجازها عشرين عاما، لغاية تدشينها سنة 1900، ويسجل التاريخ فضل ذلك للكاردينال لا فيجري الحاكم الفرنسي بالجزائر في تلك الفترة، وتولى عملية البناء مهندس يدعى ألأباتي الذي نجح في وضع مخطط معماري وفني رائع للكنيسة، جمع بين أساليب البناء المختلفة، ما جعلها منها صرحا وقلعة تحمي مدينة هيبون من أعالي قمة هضبة بوخضرة، واستعمل في بنائها الرخام الأبيض والمرمر الأحمر والخشب الصلب، ما جعل منها تحفة فنية ومعمارية رائعة تستحق الإعجاب والتقدير.
وتتكون كنيسة القديس أوغستين، من قاعة كبيرة للصلاة، ومحراب أيمن صغير للسيدة مريم العذراء، فضلا عن محراب كبير يضمّ ضريح القديس أوغستين، ومحراب أيسر يعتبر مصلى ليوسف عليه السلام وعيسى عليه السلام، إلى جانب بيت الكاهن وأجنحة أخرى، وكذا مدرسة وملجأ لكبار السّن يؤوي العشرات من الشيوخ والعجائز القادمين من مختلف الولايات المجاورة لمدينة عنابة، تسهر على خدمتهم ورعايتهم أخوات مسيحيات وبعضهن من المسلمات.
تجدر الإشارة، إلى أنّ  كنيسة أوغستين بعنابة، تقدم الكثير من الخدمات على غرار صلاة الأحد الأسبوعية، ودروس لتكوين المسيحية لأبناء المسيحيين وأغلبهم يقيمون بولايات عنابة، سوق أهراس، قالمة، سكيكدة، سطيف، قسنطينة، وجيجل، فضلا عن العشرات منهم من العمال المتواجدين بقواعد الحياة للشركات الأجنبية العاملة بالجزائر، سيما على مستوى مركب الحديد والفولاذ بالحجار بمدينة عنابة، وقاعدة مؤسسّة سوناطراك للبترول والمنتجات النفطية بسكيكدة، بخلاف خدمات أخرى ترى من خلالها الكنيسة بأنها تحافظ على قوة ومتانة الجسر الذي يربطها والمجتمع الجزائري المسلم.

(الاناضول)

الأحد، 6 أبريل 2014

ذات الخمار



الصورة بالابيض والاسود لفتاه جزائرية من منطقة البويرة اثناء الاستعمار الفرنسي بدايه الخمسينات حيث ارغمت السلطات الفرنسيه الفتيات على اخذ الصور لهن بحجة البطاقة التعريفية وفي الحقيقة السبب كان استفزاز الجزائريين 
يقول العسكري الذي اخذ الصورة ان نظرتها كانت تجعله يحس بدناءة الااستعمار الذي يمثله وانها ارقته نفسيا
نفس العسكري المتقاعد عاد في 2004 الى البويرة ليبحث عن صاحبه الصورة ليجدها اعادت غطاء راسها وحولها قبيله من الابناء والاحفاد
باختصار هؤلاء نحن