بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 31 يناير 2014

الشلف...أرض الخصوبة والحضارات المتعاقبة




هي ثاني الولايات الجزائرية ترتيبا، تقع في غرب الجزائر على مسافة 200 كم من العاصمة ، يحدها من شمال البحر المتوسط ومن الجنوب ولاية تيسمسيلت (بلديات الأزهرية - الأربعاء - بوقايد) أما من الناحية الشرقية كل من ولايتي تيبازة وعين الدفلى ومن الناحية الغربية ولايتي مستغانم (أولاد بوغالم، عشعاشة والنقمارية) وغليزان (مازونة، س.م.بن علي، واريزان ووادي ارهيو).

                          
تنقسم إلى 35 بلدية و 13 دائرة. سميت بهذا الاسم نسبة إلى وادي الشلف المار عبر ترابها، وقيل بأن الواد هو من استمد اسمه منها وأن الكلمة مشتقة من كلمة شليفان أو شيليماث من الفينيقية ومعناها اله فينيقي مختص بالخصوبة والخيرات مع العلم أن واد الشلف من أكبر وأخصب أنهار شمال أفريقيا.
كانت مدينة الأصنام أو (الشلف حاليا) مشد الأنظار عبر العصور لمكانتها، ففي القرن الأول من الميلاد دخل الرومان إلى واد الشلف ومنه أسسوا مدينة (كاستيليوم تانجيتانيوم) وهي مدينة عسكرية وضعت في ملتقى مدخل الجهتين الأساسيتين مدخل " كارتينا" من الشمال الجنوبي (تنس) إلى جبل "أوشواريوم" الونشريسي في سنة 324 تحت حكم قسطنطين، وهوالعهد الذي فرضت فيه الديانة المسيحية، حيث تم بناء معبد كبير زين ببنايات الفسيفساء والذي كان يحتوي بداخله على بقايا الأسقف "سان ريبارتوس" والاسم الذي كان يحمله أحد الأحياء في المدينة.
   يعد ذهاب الرومان وانتهاء فترة الوندال ، عادت المدينة للقبيلة الكبرى قبيلة " المغراويين" وبدأت الفتوحات الإسلامية وتوالت الغزوات على المغرب العربي، وأطلقوا على المدينة اسم "الأصنام" وأخذت هذه التسمية من مخلفات الوندال، وكذلك من آثار الزلزال الذي ضرب المنطقة في أواسط القرن 15 .
وفي القرن السادس عشر يأتي دور حمو القصيري وهو سلف القبيلة العربية ليستقر بسهل الشلف نظرا لما كان يتميز به من موقع إستراتيجي وخصوبة تربته فأهتموا بالفلاحة المتنوعة كما أقاموا المحلات التجارية. و بعد سقوط الحكم العثماني في 1830م على يد المستعمر الفرنسي تم استبدال اسم الأصنام بأورليانفيل تخليدا لــ D.V.C DORLEANS وبعد سقوط الحكومة الفرنسية تم استرجاع تسميتها الإخيرة الأصنام، وكان أول زلزال سنة 1922 م، ثم تلاه زلزال ثان سنة 1934 م ثم ثالث وكان أشد عنف سنة 1954 م وعلى إثر زلزال 10 أكتوبر سنة 1980 تم استبدال اسم الأصنام بالشلف إلى يومنا هذا.

ساهمت هذه الولاية بشكل كبير في إثراء الحضارة العربية الإسلامية بكتابات ومجلّدات العلماء ونذكر منهم : إبراهيم ابن يخلف بن عبد السّلام أبو عشاق التنسي – محمّد ابن عبد الجليل – أبو عبد الله التنسي – سيدي محمّد بن أبهلول – علي المجّاجي(940-1002 هجري) ومجّاجي عبد الرّحمان المجّاجي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق